-A +A
فهيم الحامد (جدة) falhamid2@
قام الحرس الثوري بنشر المليشيات الأجنبية، في المناطق السورية التي انسحب منها.. هذه المليشيات التي استقدمتها طهران للمشاركة في القتال إلى جانب قوات النظام. وتم تشكيل أول مليشيا عراقية في سورية عام 2012 تحت اسم لواء أبو الفضل العباس، بحجة حماية المراقد المقدسة المزعومة، ولاحقاً انضمت أعداد كبيرة من المليشيات العراقية التي تشكّلت بعد تأسيس الحشد الشعبي في العراق، وأخرى كانت تمتلك حضوراً مهماً في العراق قبل ذلك، مثل مليشيات حركة النجباء وعصائب أهل الحق. وتم توثيق مشاركة مليشيا «حزب الله» اللبناني في مساعدة النظام على اقتحام المدن والبلدات منذ بداية 2012، ليتحول هذا الوجود إلى العلن في العام التالي، ويتسلم حزب الله قيادة عمليات عسكرية كبيرة مثل الحملة على مدينة القصير جنوب غرب حمص، والعمليات العسكرية التي استهدفت منطقة القلمون على الحدود مع لبنان. وبرزت جماعات مسلحة شكلها الحرس الثوري الإيراني من اللاجئين الأفغان في إيران، الذين تم تحويلهم إلى مليشيا تحمل اسم «فاطميون» القادمة من أفغانستان و«زينبيون» من باكستان.

وللمليشيات العراقية حضور مهم حول مدينة دمشق وضمنها، وتحتفظ بوجود كبير في دمشق القديمة، كما تُعد بلدة السيدة زينب جنوب شرق العاصمة مركزاً رئيسياً لها. كذلك تسيطر مليشيات عراقية ومختلطة (تضم سوريين وأجانب)، على أحياء كبيرة شرق مدينة حلب، أبرزها لواء الباقر، الذي ينخرط إلى جانب حركة النجباء وتشكيلات أخرى تدعمها إيران، في منافسة ضارية تتصاعد إلى عمليات قتالية في كثير من الأحيان، مع المليشيات والقوات المدعومة من موسكو في المدينة. وساهمت العقوبات الأمريكية في تقليص قدرة طهران على توسيع نفوذها العسكري نتيجة تراجع وارداتها المالية،، فإن استمرار الضغوط السياسية والعقوبات قد يأتي بنتائج أوسع على المدى الأبعد، ما قد يجبر طهران على مغادرة سورية منهية حضورها الإرهابي فيها.